بودكاست


بودكاست كلينيك قانونية منصّة بثّ صوتي تتناول مختلف المواضيع المتعلّقة بالحريات وحقوق الإنسان مع ضيوف هم أصحاب خبرة ومعرفة واسعة في الشؤون المطروحة من خلال هذه المنصّة. كما يتطرّق هذا البودكاست الى قضايا التمييز والتنمّر وإهمال واستضعاف الفئات المهمّشة في المجتمع وسبل التوعية بهذا الخصوص. خليكن ع السمع!

عنوان الحلقة: تحديات المرأة في العمل السياسي

بالحلقة التاسعة من بودكاست “حكيني قانون” منحكي عن التحديات القانونية والإجتماعية والمالية يلي بتواجه المرأة وتأثير هالتحديات على تمثيلها السياسي بالإنتخابات النيابية مع ضيفتنا الأستاذة حليمة قعقور

بالعام 2018 احتل لبنان المرتبة 147 من أصل 149 بلد وفق المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين

وبهالسنة كمان، فازت النساء بأقل من  5% من المقاعد النيابية واللي يبلغ عددها 128 مقعد رغم انه هيدي الانتخابات سجلت أعلى نسبة من المرشحات بتاريخ لبنان

ورغم انو الدستور اللبناني بيكفل حق المرأة بالمشاركة بالحياة السياسية بس تحديات كتيرة بتواجها قانونية ومالية وعائلية واجتماعية وغيرها

حكيني قانون بودكاست أسبوعي بتقدمه  SEEDS مساحة عامة بتفتح المجال للنقاش بمواضيع قانونية وحقوقية بشكل مبسط معي أنا لينا جرّو

بحلقة اليوم موضوعنا هو التمثيل السياسي للمرأة بالانتخابات النيابية اللبنانية ضيفتنا الدكتورة حليمة قعقور الخبيرة بحقوق الإنسان

حليمة قعقور حكيني قانو 

 . د. حليمة نشرتي مؤخراً دراسة بعنوان: مسيرة النساء اللبنانيات إلى الندوة البرلمانية دراسة تجارب المرشّحات في الإنتخابات النيابية اللبنانية 2018: كيف فينا نفسر نسبة التمثيل السياسي للمرأة بالعام 2018 واللي هي أقل من 5% ؟

هيدا الكتاب، أخد تجارب تلك النساء، ٨٦ بلوائح و١١٣ ترشحوا عملت مقابلات مع ٧٥ امرأة لنفهم شو صار معن خلال الحملة

مين هني هالمرشحات؟ شو الأولويات؟ شو اهم العوائق يلي شافوها ومنعتن يوصلوا عال البرلمانية؟

بيطلع معنا بالكتاب إنو هي مشذلة عوائق كبيرة تتداخل فيما بينها. بينها مشكلة معروفة عالمياً متل العنف ضد المرأة بالسياسة، متل العامل المالي والمادي، متل الميديا والتمييز يلي عانوا منها.

ولكن في أسباب متّصلة بخصوصية النظام اللبناني، إن كان سياسي أو إقتصادي. و بخصوصيته بالنسبة للعائلة والعائلية السياسية المنتشرة بكتير مناطق في لبنان. وهي كمان نوع من العائق ومن المشكلة الممكن تعانيها النساء

من خلال مقابلاتك مع النساء والتحليل يلي طلعتي فيه بقلب الكتاب، ليش نحنا اليوم بعدنا بال ٥٪ أو أقل؟

لأنه بعدو نظامنا السياسي بالنسبة لي هو الأساس

هيدا النظام هو طائفي وقبلي وبالتالي الأحزاب السياسية هي طائفية وغير ديمقراطية

هذا النظام هو غير ديمقراطي. اليوم في بُعد بين النظام، وبينه وبين الديمقراطية والتشاركية، بدو يكون في إحتكار للناس يلي عم تحكم، وعدم وضوح في المعايير التي نختار فيها المرشحين والمرشحات على اللوائح. هيدا أول شي، لأنو أول من يختار النساء أن تكون على اللوائح، هي الحزب السياسي.

إذاً، الدور الأول يأتي على الحزب السياسي.

الحزب السياسي هو عندو علاقة بالنظام القائم الموجود. إذا هالنظام طائفي بإمتياز وهو واقع موجود، إن كان دستوري أو بالعرف، إذاً الفرز لهيدا النظام أو العكس صحيح، لأنو في علاقة تكاملية بين الاثنين، هيدي الاحزاب كمان غير الطائفية، بترتكز على زعامات شخصية فردية،

هي التي تحكم. والدليل على عدم وجود ديمقراطية فعلية، لأنو الانتخابات يلي بيعملوها ليست كتير فعلية وكتير ديمقراطية، وهي شكلية وتنحصر ببعض الأمور.

هو وجود هيدا الزعيم، على رأس الحزب، على عديد من السنين ١٠ أو ١٥ سنة، وبعدين يأتي ابنه. وبالتالي كل هالزعماء رجال، وابنهم رجل. وبالتالي كيف وعلى أي معايير عم نختار المرشحين/ات؟

هي أديه قربه للزعيم وأديه هو بيسمع والطاعة الزعيم، أو الربح المادي للزعيم، لأنو في ناس دفعوا مليون ومليونين دولار  حتى راحوا على لائحة.

إذاً هي ليست نتيجة عملية ديمقراطية، وانتخابات داخلية لهذا الحزب، يلي بيسمح للأفضل يصل، ان كان رجل أو امرأة، والكفاءة والقدرة على ايصال البرنامج والكاريزما والذكاء الإجتماعي. كل هولي المفروض يكونوا موجوجين والثقة والقيمة المضافة، هيدي غير موجوجة. وبالتالي هون بتبلش وحتى ال Human rights council طلّع كتير توصيات بقول "المفتاح لإدخال النساء في السياسة، الأحزاب السياسية" وبالتالي لحد هلق االمشكل بلأحزاب السياسية يلي عم تخلي النساء خارج الباب. لأنو يجب أن نضع آليات ديمقراطية داخلية داخل الحزب،

ولكن هيدا لا يكفي، لأنو بدك القاعدة القانونية تُطبّق،

بدك استقلالية القضاء، بدك إذا حدا دفع مصاري ليشتري اصوات، المجلس الدستوري يلغي النيابة. لازم يكون في منافسة مشروعة ومساواة في الفرص بين النساء والرجال.

وأيضاً هيدا لا يكفي، بدو يكون في gender plan.

يعني يجب أن يتبنى كل حزب سياسي خطة جندرية لتشجيع النساء انو تترشح، ولتمكين الرجال بهيدا الحزب ان يكونوا غير ذكوريين ولا يُعرضوا المرشحات للعنف. لأن بيّن الكتاب، انه العنف يلي تعرضتلوا النساء مش بس من الحزب المنافس أيضاً من داخل الحزب، لأن لا يوجد ثقافة جندرية وثقافة تتبنى التنوع الجندري أو غير انواع التنوع داخل الحزب الواحد

حنرجع نحكي عن موضوع العنف السياسي يلي بتتعرضلوا النساء المرشحات بس حكيتي عن قيود عديدة منا مالية وثقافية واجتماعية وغيرها

شو هي أبرز هيدي القيود اللي  اعتبرتي انها منعت المرأة من التمثيل السياسي الصحيح؟

هي كل القيود متداخلة وبكملوا بعض. اذا بدك ترجعي تحطي النظام السياسي الذي يعطي القيمة والحقوق الفردية، هيدا أساس.

النظام الطائفي بيعطي الحقوق للمجموعات الطائفية وليس للفرد. من هيك كل ما بتكبر جماعتك أو طائفتك، كل ما بيكبر تمثيلك داخل البرلمان او الحكومة. إذاً نحنا ما عم نعطي قيمة فردية، وحقوق الإنسان هي فرجية غير جماعية، باستثناء حق واحد يلي هو حق الشعوب بتقرير مصيرها. جميعها حقوق فردية وهيدا الأساس.

إذاً نحنا عم نضرب حقوق الإنسان كلها مش بس حق النساء بالمشاركة السياسية في ظل نظام يعترف بالمجموعة وإحتكار هيدي المجموعة باسم حطب او حزبين.

من يحتكر التمثيل السياسي للسنة؟ والتمثيل السياسي للمسيحية؟ وبالتالي مَن خارج الدائرة، من نساء ورجال، هم عرضة للتمييز. الرجل أيضاً يتعرض للتمييز بهيدا النظام، ولكن النساء تتعرض للتمييز، إضافةً الى كونها امرأة. يعني انا كإمرأة وعندي جنس مختلف، أنا أتعرض أكثر وأكثر في ظل هيدا النظام. النظام الإقتصادي لا يؤمن العدالة الإجتماعية ولا العدالة الجندرية، لهيك بيّن تمركز رأس المال هو بيد الرجال. أصلاً لبنان هو لبنان من أكتر الدول اللي فيها لامساواة.

الملكية تنحصر في يد أقلية، والأقلية هي رجال. هنا أكتر بتقولي كيف بدي فوت واتحرر اقتصادياً.

التحرر الإقتصادي هو أساس للتحرر السياسي والتحرر الإجتماعي والثقافي. بعده المجتمع غير متحرر ثقافياً وجندرياً. نحنا بعدنا منحكم على المرأة والرجل بأدوار إجتماعية مسبقة وصورة نمطية للمراة والرجل تمنعها وتحدها أن تكون في السياسة. لأنو بعدها باللاوعي تبعنا. وخلينا هون قول انه ال stereotypes كل الأفكار المسبقة للرجل والمرأة بالسياسة،

 حتى في شي بالوعي، أنا ما بدي النساء بالسياسة أو ما بدي ياها رئيسة حكومة أو رئيسة جمهورية،

لأنها غير قادرة. وفي ناس باللاوعي، وهيدا الأسوء، هيدي كل العالم عم تحكي عنا. لأنو في ناس بقولوا انا مع المرأة بالسياسة، ولكن باللاوعي كلها ما عم تخدم المراة بالسياسة. يعني الحكم المسبق عليها، كيف عم شوف دورها وكل هالأمور. لهيك تمكين المرأة بالسياسة لوحدها، هو خطر عليها، هيدا يلي استنتجتوا. يجب تمكين الرجال، تمكين المجتمع، وتمكين رجال السياسة حتى يعرفوا شو يعني جندر ويعرفوا شو أهمية النساء بالسياسة، ويعرفوا يحطوا قوانين تكون غيؤ تمييزية بين السطور وفي السطور وتنفيذ القانون.

هيدا الموضوع حياخدنا على السؤال يلي بدي اسألك عنو، بالاضافة للقيود المجتمعية في قيود قانونية بتأثر على مشاركة المرأة السياسية وخوض التجربة  متل قوانين الاحوال الشخصية اللي بتعزز الفجوة بين الجنسين على الرغم ان الدستور اللبناني يكفل حق المرأة بالعمل السياسي.

 شو مدى تأثير قوانين الأحوال الشخصية على قمع طموح المرأة بالمشاركة وخوض التجربة؟

 

أول شي هو كتير مهم، لانه انت بدك تنطلقي من عيلتك الصغيرة، والطموح السياسي بدو يكون من العيلة الصغيرة وبترجع للعيلة الكبيرة والضيعة وللمدينة وللحزب وللاصدقاء.

انت اديه متمكنة وعندك المساواة داخل العيلة الصغيرة، إقتصادياً وثقافياً وإجتماعياً. لأنه بعد في كتير تمييز للبنات بالورثة. ترث أقلّ، ويمكن ما بتتورث أبداً او منعطيها شي مش محسوب، بسبب القوانين الامييزية الموجودة.

ثانياً أديه انا حرة في قراري إني اترشح.

بيّنت نحنا معنا انو كل النساء المتزوجات يلي هني تقريباً كانوا فوق ال ٥٠٪ بهذه الدراسة، كلن قالوا انو انا ما فيي اترشح لو ما كان في دعم زوجي الي ودعمه المادي. في ٣ فقط متزوجات ترشحوا بغض النظر عن دعم الزوج لهنّ، وواحدة كانت عرضة للعنف الجسدي، كان يضربها كل يوم قبل ما تروح تعمل حملتها. سألتها ليه ما تطلقتي، قالتلي أنا ما بقدر اتطلق، هددني بالولاد، وبالمحكمة الشرعية عندنا الولاد بيطلعوا له.

إذاً تخايلي أديه كان وضع صعب من داهل العيلة، أول شي تقرر انو بدها تترشح، لانه في يمنعها ويهددها بالطلاق وفي ياخد الولاد منها، وهي كانت عم تصرف ومش بحاجة له مادياً، تجرّات تروح ضده، بينما الآخرين ما كان عندن الاستقلالية المادية، كانوا عم ياخدوا المصاري منه،  ولكن حتى راحت وبنفس الوقت كان عم يهددها بولادها ويضربها وتعرضت للعنف الجسدي.

يلي بدنا نقولو، ما فينا نفصل أي برير عن برير تاني، أي عائق عن عائق تاني، نحنا هودي موجودين ومتكاملين مع بعضهم البعض.

التمييز ضد المرأة هو من عيلتها، بهيدا القانون الموجود، بالمحاكم الدينية يلي هي ما عم تعطيها تحرر تقول كلمتها،

العامل الإقتصادي غير محررة منه.

الضغط الإجتماعي، انا بعرف في نساء تطلقت لأنو انتخبت ضد إرادة زوجها وخيها، بنهار الانتخابات بيّن معنا انو الأحزاب السياسية بالسلطة، بتستخدم شي اسمه مفاتيحها. المفاتيح الإنتخابية هي كلها رجال، بتروح شو بتعمل قبل الانتخابات؟ بتروح الأحزاب بتقلوا انا بعطيك خدمات مقابل إنك تعطيني ٢٠ او ٣٠ او اذا عطيتني ١٠٠ بتكتر الخدمات. إذاً في مقايضة بين الأصوات وبين الخدمات. هيدي خصوصية بلبنان مش موجودة عالمياً. هيدي المقايدة بتشمل مين؟ الرجل بيعمل مقايضة على أصوات من ضمنن النساء. إذاً هي غير محررة تنتخب خارج إرادة العائلة، لأنو هي بالنسبة للعائلة عم تخسّرن الخدمات أو الوظيفة وعم تطلع هي خائنة العائلة. أديه مهم إنو نحرر هذا الصوت النسائي حتى يقدر يترشح ويصوت،

والقيود كثيرة سياسية و إجتماعية وقانونية.

لأنه انتهاك سرية الإنتخاب بتقرير Lade كان جداً كبير ومن أكبر عدد الانتهاكات بالانتخابات. إذاً ما كانت قادرة حتى تروح ورا البربون وتنتخب بطريقة سرية، لأنه كانت مبينة. في نساء قالت ما كنت قادرة لأنو رئيس القلم والمندوب عم يشوف شو عم بنتخب. ما كنت قادرة انتخب متل ما بدي لأنو الضغط من حولي، السياسي والعائلي، وأنا ما كنت فيني انتخب متل ما أنا.

إذاً تطبيق وتنفيد القانون والمحاسبة، لأنه التقلت من العقاب جداً كبير وكلها عوامل متداخلة فيما بينها.

يعني برأيك هل تعديل قوانين الأحوال الشخصية لازم يسبق؟  أو العمل على تغيير العقلية والتنميط يلي كنتي عم تحكي عنها هي يلي لازم تسبق تعديل القوانين؟ أو بيتماشوا تنيناتن مع بعض؟

 

كتير مهم نحكي بهيدا الموضوع. شكراً لينا لأنه دايماً بالحلول منشوف انو منبلش بحل وبعدين الحل التاني.

أنا برأيي ما فينا نعمل هيك، أنا برأيي بدنا نحط خطة، في حلول متعددة للرد على المشاكل المتعددة يلي طلعت معنا بالكتاب وهيدي الحلول بدنا نمشي معها مع بعض.

أنا ساهمت بتدريب نساء في السياسة ودُرّبت كمان بكتير مطارح، وشفت حتى التدريب ما وصّل نساء للندوة البرلمانية.  لأنه عم يجي تمويل بس ندرّب النساء وكتير مهم لأنو هيدا التدريب عم يشجعها أصلاً انها تترشح.ونحنا بحاجة انو نزيد عدد المرشحات. لكن هذا لا يكفي، أبداً لا يكفي. وبالعكس مضرّ إذا بقي لوحده كحلّ.

لأنه ال ٦ يلي وصلوا عالمجلس النيابي، ولا وحدة كانت تخضع للتدريب، أنا بعرف مين خضع للتدريب، بعرفن كلن من هيك عملت مقابلة مع ٧٥ لأنه كلن رفقاتي تقريباً.

ونحنا عم نخوض المعركة النسوية والنضالية سوا. يلي صار إنو ال ٦ الموجوجين لم يتدربوا. ولا وحدة اتدربت وخضعت للبرنامج. إذاً نحنا التدريب ما بوصّل للندوة البرلمانية، بزيد عدد المرشحات.

هل يكفي؟ لا يكفي

بالعكس شو عملتي انت؟ درّبت نساء، قلتيلها كتير عن دورها، شجعتيها، صار عندها مهارات وبعدين صار في عزلة وهجوم أكبر لأنو هي تمكنت بس يلي حولها مش متمكنين. لا العائلة متمكنة ولا المجتمع متمكن ولا الحزب ولا الإعلام متمكن. ولا الرجل على لائحتها هو متمكن. لأنه هو كان عم يأذيها بالسياسة وبالعنف.

إذاً شو؟ أنا ما بقدر مكّن المرأة وروح اضعها كأنه المشكل بس بالمرأة. لا في نساء متمكنات أكتر بكتير رجال نجحوا بالندوة البرلمانية، بس هني ما نجحوا الرجال نجحوا. معناها مش هيدي القصة. القصة إنه تعوا نحط خطة مكّن فيها الرجال من الندوة البرلمانية عن الجندرة شو يعني. عم يطلع عنا وزير عم يقول ما فيني سمّي وزارة داخلية للمرأة لانها غير قادرة.

شو؟ انت وزير ما لازم تكون وزير لأن ما بتعرف شو يعني جندر أصلاً. انت ما بتعرف شو القيمة المضافة للمرأة بالسياسة انت غير مثقف وغير مؤهل ان تكون انت بالسياسة.

نحنا شو بدنا نعمل؟ أنا بدي درب نساء ورجال كيف يعملوا ويوضعوا سياسات عامة وتشريعات تأخذ بعين الإعتبار كل المصالح وكل الحقوق ومنها النساء والرجال وكلها. إذاً ما بدي درب المرأة لوحدها وإزرعها بمجتمع هي تحس حالها غريبة فيه، وكل ما تحس حالها غريبة فيه كل ما أكتر بزيد عليها العنف ضد المرأة بالسياسة.

طب شو دور الإعلام؟ حكيتي بالدراسة عن عدم وجود دعم إعلامي كافي للمرشحات للإنتخابات. شو أهمية وجود دعم إعلامي للمرشحات؟  ولهالعملية التغييرية يلي عم تحكي عنها، يلي هي التمكين وتغيير العقلية السائدة ... ؟ 

الإعلام عندو دور جداً كبير.

كيف بدن يعرفوني الناس؟ كيف بدن يعرفوا برنامجي؟ كيف بدن يشوفوا أي شخصية من الشخصيات أنا؟ وهل هالشخصية متناسبة مع العمل السياسي او لا؟ فيه طبعاً مواقع التواصل الاجتماعي، هلق بخبرك عن خطورتها، هي مهمة واشتغلوا عليها كتير نساء، ولكن الإعلام التقليدي هو جداً مهم. إذاً دوره مهم بإعطاء وواجبه إنه يعطي مساحة متساوية، مش بس بين النساء والرجال، كمان بين الرجال والرجال، والنساء بين بعض.

يلي صار بال ٢٠١٨، كلنا منعرف إنو كان في مبالغ جداً كبيرة، ومبالغ فيها للظهور الإعلامي. في نساء رفضت تدفع، وفي نساء قادرة تدفع بس قالت أنا ما بدي إدفع لأنو غير أخلاقي. بالدراسة بينت أديه النساء بروحوا للماكسيموم بالأخلاق وبالمبادئ المرشحات لدرجة بتأذي حالها. حخبرك وين راحت كتير بالأخلاق لدرجة أذت نفسها بأي مجال.

بعدين بيّن معي بالدراسة إنو مش بس ما أخدوا تغطية لأنه ما دفعوا او مش قادرين يدفعوا. حتى بالتغطيات المحدودة يلي طلعوا فيها عالإعلام، الأسئلة يلي سُئلت للنساء تختلف عن الأسئلة يلي سُئلت للرجال وكانت أسئلة تمييزية بإمتياز وتعكس هذه الأسئلة صورة نمطية للإمرأة التقليدية، التي لا تصلح أصلاً أن تكون في السياسة. يعني كانت عم تبرر ليه، بدل ما تشرح برنامجها وتأكد وتوعد الناخبين/ات إنه أنا بدي أوصل، كانت تُبرّر بأغلب الأوقات الترشح. مثلاً انت كامرأة بتعتقدي رح تنجحي؟ هيدا سؤال؟ لأنه هو باللاوعي عندو شايف إنو هي ما عندها. لأنه شايف الوظيفة الأساسية للأولاد. لأنه شايف إنه ما فيها تروح بلا موافقة الزوج، لأنه هو الأساس وليست هي. هل انت قادرة أن تكوني معلمة تفوتي عالسياسة وتقدري تشتغلي بالتشريعات والعمل التشريعي والرقابي؟ قالتلي وحدة انو بشرفك لو رجل كان سأله هالسؤال؟

كان معي رجال مش بعلموا بالمدرسة، كان معي رجال أنجأ معن ترمينال ما سألهم هالسؤال. وكأنه هو عنده بالفطرة القدرة انو يحكي ويشتغل سياسي وأنا ما عندي ياها بالفطرة أنا بدي اثبتله انوه عندي المهارات وكأنه هي مدرّسة وغير قادرة انو تكون في السياس. إذاً في كتير وبعد أكتر، مشكلة التقطيع. دايماً كانوا عم يقطعوها مِن قبل من يدير النقاش ومن الرجل الموجود معها. كان دايماً ما يخلوها تكمل جملتها ودايماً كانوا يقاطعوها. وهيدا اسمو main playing يعني موجود بالعالم كله. واوقات غير واعي مقدم/ة البرامج على هيدا الشي.

عدا عن طبعاً حملات العنف السياسي يلي بتتعرضله النساء المشاركات بالحياة السياسية، إذا فيكي تحكينا عن تجارب النساء يلي قابلتيهن وشو قالولك عن هيدا الموضوع. 

أول شي العنف ضد المرأة في السياسة قليل الحكي عنه. مثلاً بولا يعقوبيان تعرضت كتير لهيدا العنف، وكأنه كانوا يفكروا هيدا شخصي ضدها وليس ضد النساء. طبعاً هي من أكثر النساء يلي تعرضت، وهيدا أكتر بيجي لما بتكون عم تكسر الصورة النمطية مش بس للمرأة بشكل عام وللمرأة بالعمل السياسي. هي قدمت صورة مختلفة للمرأة، لهيك كانت تتعرض للهجوم. لكن دراستي بيّنت عدد جداً كبير من النساء تعرضوا، يلي هو ٧٩٪ من هذه النساء، كانت ضحية عنف المرأة بالسياسة.

شو هو العنف ضد المرأة بالسياسة؟ هو العنف يلي بيتعرضلوا النساء في السياسة، إن كان مرشحات او ناخبات، او برلمانيات او ناشطات في السياسة، لكونها امرأة وهون عم نحدد، لانو في ناس بقولوا طب ما أنا بتعرض كمان كرجل لعنف بالسياسة. إيه بتتعرض لعنف، بس العنف يلي انت بتتعرضله مختلف عن نوع العنف يلي هي بتتعرضلو + لكونها امرأة.

يعني بدي قلك بعض الجمل يلي قيلت للنساء خاصة على مواقع التواصل،

"شو رأيك مثلاً تروحي تربي ولادك؟"

"روحي اطبخي أحسنلك شو خصك بالسياسة؟"

"عقبال ما انشفلك ولد".

مثلاً وحدة خلصت ندوتها، اتوقعت انو بدا تتناقش بالمضمون يلي حكته، قالولها "يلا براڤو بتتسلي ليه لا". عأساس هي عم تتسلى. و "عقبال ما انشفلك ولد" و "عقبال ما انشفلك عريس". كانت كل هالأمور كأنها عم تقلها انت شو بدك بالسياسة. هيدي منها الهجوم الكبير

في بمنطقة ثانية، هجموا عليها وقالولها بمنطقتنا بعكار ممنوع النساء تحكم. طبعاً هيدا ليس تعميم ععكار، لأنه عكار بينت تصمبم وإرادة كبيرة لنساء جداً شجعات وكان في لائحة نسائية بأكملها بعكار. ولكن كمان تعرضوا لما تعرضوا له، وكمان راحوا لزوجها. يعني صار في هجوم عزوجها "روح ضب مرتك"

شو صار؟ يلي صار انو صارو يحكو مع الزوج او الاب أو مع العم أو مع الأخ، حتى المرأة تبطل تخوض هيدي المعركة. وبعدن شايفينها قاصر ما بدن يحكوا معها بالوجه. كانت تقلي إتصالات تجي لعند زوجي وخيي وبيي حتى اتراجع عن الترشح وتهديد أيضاً. التهديد كان بولادها، او" روحي قدمي ع miss liban شو بدك بالسياسة" هيدا بالنفسية. وبين معنا أكبر شي العنف المعنوي ٨٥٪ تعرضوا للعنف المعنوي.

بالنسبة للجنسي كان في ٢٨٪ قالوا انو هني تعرضوا لعنف جنسي وتحرش. العنف الجسدي في ٨٪. إذاً هيدا العنف تعرضوا له لكونهم نساء. كمان التشهير فيها "نحنا منعرف مع مين نايمي"،" نحنا منعرف كيف ركبتي على اللائحة"، "نحنا منعرف شو صار ومع مين عملتي علاقة" و "نحنا منعرف تاريخك بالعلاقات"

هيدا كله من العنف ضد المرأة بالسياسة، لأنو انا كل ما عم احكي سياسة مش عم تردو بالسياسة. 

عم بفوتوا بخصوصية 

طبعاً عم تردوا بالحياة الخاصة، وعم تردوا بالشكل، وعم تردوا بما يسمى الشرف المتعلق بجسد المرأة. وعم بردوا كتير متل ما قلت بالشكل. تعرضوا كتير بالشكل إن كان حلوين ولا مش حلوين بالنسبة لهم، تعرضوا لكتير هجوم،

"روحي مش شايفة حالم بالمراية يا بقرا" "روحي اضعفي أحسنلك عملي دايت" "بعرف أخصائية تغذية بعطيكي رقمها"

"روحي غسلي وجك"، "روحي عملي بوتوكس"، "روحي عملي شعرك عند الكوافير"

او "انت واو انت ملكة جمال لبنان خليكي بهالشغلة"

يعني انت حليمة برأيك اليوم، تشريع الكوتا النسائية، هل هي ضرورية اليوم لنقدر نضمن تمثيل عادل؟ 

الحلول هي كتيرة لينا وليست فقط الكوتا. الكوتا ضرورية جدا جداً وما فينا نهرب برات الكوتا.

والكوتا خلينا نذكر انو هي شيئ مؤقتهيدا شي مؤقت بس لنحط تمييز إيجابي للمرأة، ما منضحك عبعض ومننطلق انو الرجل متساوي مع المرأة  ما فين بقا ينطلقوا من نفس النقطة لانه مئات السنين من التمييز ما معقول يرجعوا ينطلقوا من نفس النقطة. لا مجتمعياً ولا قانونياً. لهيك بدنا نعمل تمييز إيجابي مؤقتاً، كل دولة بتحطها بطريقة مختلفة،

ولكن لا يكفي لوحده. إذا عملناه لوحدو بالنسبة لي بصير خطير.  ليه خطير؟ لأنه بشجع شي اسمه  شو يعني؟ "State Feminism"

يعني إذا لقيوا حالن مضطرين أحزاب السلطة، الغير ديمقراطيين والطائفيين، انه يحطوا نساء حيعملوها. ولكن حيوضعوا النساء المطيعات التي لا تتجرأ أن تعارض زعيمها.  ومش حيوضعوا الكفاءات يلي قادرة تكون قيمة مضافة.

نفس الشي مع الرجال، ما عم يحطوا الرجال يلي هني قيمة مضافة، عم يحطوا الرجال يلي بيسمعوا كلمة الزعيم،  والزعيم بيسمع الكلمة من برا. أو مصالحه والمصالح تتغير.

إذا وضعنا نفس الشي، نساء متل الرجال، يلي بيسمعوا الكلمة وما بيعملوا شي، ليس بالحل الوحيد والحل يجب أن يكون متعدد الجوانب

الحل يجب أن يكون بتعديل قانون الأحزاب، انا هيدي حاطتها بالكتاب، تعديل قانون الأحزاب جداً مهم ليكون ديمقراطي، ليصير في انتخابات دورية، ولتتشجع المرأة تقول أنا بطلع وبصير رئيسة حزب.  ما عنا بكل الأحزاب الطائفية الموجودة داخل السلطة، ولا رئيسة حزب. ما بتوصل، لأنه مستحيل توصل بظل هذه الأحزاب.

ثانياً، بدك تمكني المجتمع، نحنا كل التعليم يلي عم يصير، نحنا عم نعلم، عم يحملوا شهادات هني عنصريين في كتير ناس منهم،  ذكوريين بميزوا عأساس الجنس، العرق، وآخر شي بيسمحوا وبيتسامحوا مع التمييز. ممنوع حدا يتسامح مع التمييز بين أي إنسان وانسان. هيدا العلم بدو يكون. بدو يكون علم يخرّج مواطنين يآمنوا بحقوقهم وواجباتهم.

أنا بالنسبة لي، في الحلول الصغيرة وفينا نفوت فيها متل الكوتا وغيرها،

ولكن في حلول كبيرة تتعلق بطبيعة النظام السياسي، التعليمي، الإقتصادي، طبيعة الأحزاب السياسية.  هول كبار اللي ما حدا بيحكي عنن وقت نحكي بمرأة.  التمييز ضد المرأة هو نتيجة.

وأخطر شي بقولوا الحق على الرجل، او الحق على المرأة، المرأة هي ما بتنتخب المرأة. هيدي أخطر شي. النظام البطريركي هو يلي بدو هيدا الشي. النظام البطريركي بدو يقول انا ما خصني المرأة تروح تشوف حل.  وكأنه أيضاً يحولوها مشكلة رجال ضد نساء والعكس.

المشكل نساء ورجال ضد قيم تمييزية وضعت بالقانون والعرف، ووضعت حتى بالأنظمة التعليمية تبعنا.

يعني ضد منظومة كاملة عم نحكي، مش فرد ضد فرد، ضد منظومة كاملة قائمة ومغرّزة بدولتنا.

بعد ثورة 17 تشرين ومشاركة المرأة بالثورة  هناك ترقب لارتفاع منسوب مشاركة المرأة بالعمل السياسي والحياة النيابية بالانتخابات المقبلة.

هل قدرت الثورة برأيك تكسر الصورة النمطية للمرأة وتنقلها من دورها بالفضاء الخاص للفضاء العام؟ يعني من دورها للبيت لدورها بالمجلس؟ 

 كتير كسرت بالصورة النمطية، انا بعرف من كتير أمور كنت عم راقبها. عم راقبها كناشطة بالثورة كباحثة وأكاديمية.

اول شي، تعامل الرجال مع النساء بالثورة، بين الثائرين/ات كان تعامل جداً محترم، خالي من التحرش الجنسي والنمطية، كانوا يستشيروني كإمرأة وكتير نساء موجودين، حليمة شو منعمل هون او هونيك؟ بيسألوا كتير نساء متل زينة الحلو، ليال صقر شو منعمل؟ كان في استشارات من رجال وثقة متبادلة بين النساء والرجال، نحنا منسأل والرجال بيسألونا. وكنا سوا بالصفوف الأمامية. هيدي بتشوف انو عم تتغير، عنجد في تغيّر يلي بالخارج ما حيشوف، يلي من جوا بيعرف أكتر. اللي من برا شاف نساء أكتر عم تحكي بالسياسة على الإعلام، وقادرة ان تتكلم بالسياسة وتخوض هذه المعارك السياسية.

طبعاً انعكس عندما انطرح اسمي برئاسة الحكومة،

انا بعرف من ضمن

Hivos و Beyond يلي عملوها عن ال perception

. أقل شي بشوفوا المرأة كرئاسة حكومة ورئاسة جمهورية ورئاسة حزب. بشوفوها ب ٩٢٪ تقريباً بالبرلمان. يعني أسهل يشوفوها هي مرشحة أو نائبة على أن يشوفوها برئاسة حكومة أو حزب. أنا بس الإتصالات والدعم يلي عم تجيني من ناس ما بعرفها، كنت عم شوف وقول "أوف في شي عم يتغير" انا كامرأة بعد في ناس عم تقول بدنا ياكي لو نحنا منعرف انو الظروف السياسية لا تسمح لوجوجي هلق، ولا لوجود حدا مستقل برئاسة حكومة لأنو انشالله بدنا نبني هالظروف السياسية وبدنا نبني البنى التحتية الاجتماعية والقانونية والثقافية، حتى نقدر نطلع بنساء بكفاءتهن وقدرتهن على ان يخوضوا الحياة والمعركة السياسية.

إذاً بدنا نبني هذه. متل ما بقولزا بدنا نبني بنى تحتية كرمال نعمل مشاريع واستثمارات.  نفس الشي لما نحكي عن امرأة ورجل وثقافة وفكر يخدم المواطنة. بدك تبني البنى التحتية يلي هي ثقافية وقانونية واجتماعية اقتصادية.

 حليمة قعقور شكراً إلك على هيدا الحديث.

 شكراً الك ول seeds ولكل شي عم تعملوا لنحكي قانون وعلم ولنحكي دراسات ننشر هيدي المعرفة بين الكل. شكراً

 

مشاركة المرأة بالعمل السياسي هي مؤشر أساسي لمدى ديمقراطية الدولة واحترامها لحقوق الإنسان ولمبادىء المساواة والعدالة الاجتماعية.

ميدان العمل السياسي لازم يكون متاح للجميع من دون تمييز  حتى تقدر المرأة اللبنانية تشارك بالعمل السياسي وتكون شريك أساسي بصنع القرار.

انتخبي وترشحي وشاركي بالانتخابات النيابية وبالعمل السياسي لتحققي تمثيل منصف وعادل بيوصل صوت النساء.

 ونحنا على طريقتنا قررنا نحكي بحقوق الانسان وقررنا نحكي قانون.

ما تنسوا تعملوا لايك وشير على صفحتكن وتشاركونا آرائكم وتجاربكم وتعليقاتكم  على صفحات Seeds for legal initiatives على مواقع التواصل الاجتماعي.