حرّيّة التعبير في قانون العقوبات

في قانون العقوبات نصوص مرتبطة بحرية التعبير وهي تهدف إلى تنظيم هذا المفهوم، ولكن بالمقابل توحي هذه النصوص بشكل أو بآخر بالحدّ من حرية التعبير وحصرها في قوالب تقلّل من أهميتها وجوهرها.

 

في النشر

تعتبر وسائل النشر حسب المادّة 209 من القانون:

كلّ أنواع التعبير من أعمال وحركات وكلام وصراخ و كتابة، والرسوم والصور اليدويّة والشمسيّة والأفلام والشارات والتصاوير على اختلافها إذا عرضت بطريقة علنيّة أيًّا كانت الوسيلة المعتمدة لذلك بما فيها الوسائل الإلكترونيّة.

وسيلة النشر = أنواع التعبير + طريقة علنيّة

العلنيّة = مكان عام أو مباح للجمهور أو معرض للأنظار

في الجرائم الواقعة على السلطة العامّة

السلطة العامّة هي السلطة التي تتألّف من السلطة التشريعيّة (أي مجلس النواب) والسلطة التنفيذيّة (أي مجلس الوزراء) والسلطة القضائيّة، وتمارس هذه السلطات وظائفها النابعة من الدستور والتي تتمتّع بالقدرة على الإلزام أي إصدار الأوامر والنواهي إلى المواطنين.

 الذمّ والقدح

الذمّ: هو اتّهام شخص ما بفعل أو بواقعة بطريقة تمسّ بشرفه، كرامته ومصداقيّته، مثل الاتّهام بالفساد والرشوة والسرقة والصفقات المشبوهة، بأسلوب مباشر أو غير مباشر يعني عبر التساؤل والشكّ والاستفهام.

القدح: هو استعمال تعابير مثل السباب والحركات والرسوم بهدف إهانة وإذلال الشخص الآخر من دون توجيه أيّ اتّهام له.

والذمّ والقدح يطالان موظّف ممّن يمارسون السلطة أو موظّف أثناء قيامه بوظيفته أو الأفراد، ويشترطان العلنيّة بإحدى وسائل النشر المذكورة في المادّة 209 من قانون العقوبات.

وتسقط جريمة الذمّ عن المتّهم بها في حال توفّر دليل على موضوع الذمّ إلّا في حالة رئيس الجمهورية والأفراد.

العقوبة: الحبس أو الغرامة الماليّة.

 التحقير

التحقير الواقع على السلطة العامّة هو التعبير أو ممارسة أفعال بهدف الإهانة أو الإذلال وتكون موجّهة إلى موظّف يمارس السلطة العامّة أو موظّف أثناء قيامه بوظيفته.

والموظّف هو كلّ شخص تمّ تعيينه أو انتخابه لأداء وظيفة أو خدمة عامّة ببدل أو بغير بدل.

كما يطال التحقير رئيس الدولة أو العلم أو الشعار الوطني.

التحقير لا يطال الأفراد.

التحقير لا يشترط العلنيّة إلّا في حالة تحقير العلم أو الشعار الوطني بأيّ من وسائل النشر المذكورة في المادّة 209 من قانون العقوبات.

 

في الجرائم التي تنال من  الوحدة الوطنيّة أو تعكّر الصفاء بين عناصر الأمّة

هي جرائم تمارس من خلال وسائل التعبير أيضًا مثل أيّ عمل أو كتابة أو خطاب يهدف إلى:

  • إثارة النعرات المذهبيّة أو العنصريّة.
  • الحضّ على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الأمّة.

يعني كلّ الأفعال أو الرسائل السلبيّة التي تتناول على سبيل المثال لا الحصر الدين، الجنسيّة، العرق، الطائفة ووجودها، الاختلاف الثقافي وغيرها من الأمور التي من شأنها خلق شرخ في المجتمع.

العقوبة تترواح بين الحبس والغرامة الماليّة والحرمان من الحقوق المدنيّة.

 

المسّ بالشعور الديني

المسّ بالشعور الديني جريمة تتمّ من خلال التجديف على اسم الله يعني شتم الله أو عدم احترامه أو تقديره أو السخرية منه بأيّ شكل من أشكال التعبير العلنيّة، أي من خلال وسائل النشر أيًّا كانت هذه الوسائل المعتمدة وحتى الوسائل الإلكترونيّة.

 والمسّ بالشعور الديني يحصل أيضًا من خلال:

السخرية أو عدم احترام الشعائر الدينيّة من طقوس واحتفالات ورموز، أو التشجيع على السخرية منها أو عدم احترامها.

  • التشويش على الشعائر الدينية أو منعها أو عرقلتها عن طريق العنف أو التهديد.
  • تحطيم أو تكسير أو تشويه أماكن العبادة مثل الجوامع والكنائس أو المزارات وغيرها.

العقوبة هي السجن.